هل تعرف الزواج الذي نهى عنه نبي الله؟ هل تعرف يا صديقي لماذا هذا الزواج على وجه التحديد؟ زواج الشغار هو أحد أنوع الزواج التي كانت منتشرة في الجاهلية، وقد نهى نبينا الكريم عن هذا الزواج لما يتضمنه من ظلم للمرأة، وفيما يلي دعنا نتحدث عن معنى الشغار أو ما يعرف في أزماننا بزواج البدل، وسنتعرف على سبب النهي عنه فتابع القراءة.

تعريف زواج الشغار في الإسلام وأحكامه

زواج الشغار هو أن يزوّج الرجل وليته أيا كانت قرابته لها، لرجل آخر شريطة أن يزوّجه هذا الرجل الآخر وليته بدلا منها، دون أن يدفع كلا منهما مهر لكل عروس منهما،

ماذا يعني زواج الشغار؟ نكاح الشغار ما يعرف في الوقت الحالي بزواج البدل، وهو أن يقول الرجل لآخر: “زوجني ابنتك (أو أختك أو المرأة التي هي تحت ولايتك) على أن أزوجك ابنتي في المقابل (أو أختي أو من هي تحت ولايتي) على ألا يكون بيننا مهر لكلتاهما”. ويُعرف أيضًا بـ”نكاح البدل”، لأنه يقوم في الأساس على تبادل الزواج بين العائلتين دون دفع مهر للعروسين.

وهذا الزواج محرم في الإسلام وذلك لمخالفته لمقاصد الزواج الشرعية المعروفة، وكذلك لأنه يؤدي إلى ضياع حقوق العروس.

حكم زواج الشغار

اتفق جمهور العلماء على تحريم نكاح الشغار وبطلانه بالاجماع، وذلك بالاعتماد على حديث النبي ﷺ:
“لا شغار في الإسلام” (رواه مسلم).

أسباب تحريمه

  1. إسقاط المهر: المهر أحد أهم الحقوق الشرعية للمرأة، ولا يحق أبدا للولي إسقاطه أو استبداله بأي شكل من الأشكال.
  2. غياب الرضا الكامل: ففي عدد من الحالات يتم الزواج لخدمة مصلحة الأولياء وليس لمصلحة الزوجين ولا يكون برضاهم، مما يؤثر سلبًا على العلاقات الزوجية الناجحة واستقرار الأسرة.
  3. مخالفته لمقاصد الزواج الشرعي: الزواج في الإسلام الأساس فيه هو الرضا والمصلحة الشرعية للزوجين، وليس على سبيل المقايضة كالسلع.

حكم الزواج إذا وقع شغارًا

  • في حال أنه تم الزواج بدون مهر فهذا يعني أن الزواج باطل ويجب فسخه فورا.
  • أما في حالة تم العقد وتم تحديد مهر لكل زوجة، فبعض الفقهاء يرون أنه زواج صحيح مع الإثم، كذلك يراه فقهاء آخرون فاسدًا لا يجوز استمراره.

الفرق بين نكاح الشغار وغيره من الأنكحة غير الشرعية

نكاح الشغار

نكاح الشغار يختلف عن باقي أنواع الزواج غير الشرعية في كونه يقوم أساسه على تبادل النساء بين الأولياء دون دفع مهر لأيا منهن، مما يجعله باطلًا ومحرمًا بالإجماع.

نكاح المتعة

أما عن نكاح المتعة فهو زواج ينتهي بتحديد مدة متفق عليها، وعندها ينتهي الزواج تلقائيًا بانقضاء المدة اي الزواج بنية الطلاق، وهذا الزواج محرم عند جمهور العلماء.

نكاح التحليل

أما نكاح التحليل فهو أيضا محرم شرعا وباطل، حيث يتزوج الرجل من امرأةً بقصد أن يطلقها بعدها، ومن ثم تتمكن من أن تعود لزوجها الأول، وهذا الزواج محرم شرعا وعقده باطل لأنه تحايل على الشرع.

نكاح المسيار

أما زواج المسيار فهو زواج شرعي من نوع آخر، حيث تتنازل في هذا الزواج المرأة عن بعض حقوقها، تلك التي تشمل النفقة أو السكن، وهذا الزواج مباح عند بعض الفقهاء مع الكراهة.

النكاح العرفي

الزواج العرفي قد يكون صحيحاً إذا استوفى الشروط الشرعية، لكنه يفتقر إلى التوثيق الرسمي في الحكومة، الأمر الذي قد يتسبب في حدوث مشكلات قانونية، أما في حالة كان النكاح سري، فهو عبارة عن زواج يتم بدون إعلان أو إشهار، وفي هذه الحالة يكون الزواج مكروهًا أو محرمًا، لأنه قد يؤدي إلى الفتنة أو الإضرار بالحقوق.

صور نكاح الشغار

الآن وبعد أن تحدثنا عن أنواع الزواج وقمنا بمقارنتها بزواج الشغار، دعنا ننتقل إلى حالات زواج الشغار ومشروعية كل حالة منهم فيما يلي، فتابع القراءة..

أن يتزوج كلُّ واحدٍ منهما من قريبة الآخر ومن هي تحت ولايته

وفي هذه الصورة يقوم رجل ما بالعمل على تزويج ابنته أو أخته أو من هي تحت ولايته لرجل آخر، ويكون الزواج مقابل أن يزوجه الآخر ابنته أو أخته أو موليته، على أن يكون كل زواج من الزيجتان مشروطًا بالآخر. 

هذا النوع من زواج الشغار يعتمد على تبادل النساء من خلال الأولياء، ويتم ذلك دون الالتفات إلى حقوق كل منهما في المهر أو الاختيار الحر إن كانت ترغب في هذا الزواج من الأساس أم لا، مما يجعله غير شرعي.

أن يتم الزواج بشرط أن يزوج كل واحد منهما موليته من الآخر، مع عدم وجود مهر لهما

وهنا يشترط كل ولي على الولي الآخر أن يتم تزويجه موليته في مقابل أن يقوم الآخر بتزويجه موليته هو، ويتم الزواج دون تحديد مهر للعروس.

 هذا الشرط أهم ما يجعل الزواج شغارًا محرمًا، وذلك لأنه يدفع الزواج بعيدا عن مفهومه الشرعي الذي وضعه الله، والذي يتطلب تحديد مهر كحق ثابت للمرأة، وهو شرط لا يجوز أن يُسقطه الولي مطلقا لصالح اتفاق شخصي يتم بينه وبين ولي آخر.

أن يزوج الرجل ابنته أو أخته أو من هي تحت ولايته، بشرط أن يزوجه الآخر ابنته أو موليته

في هذه الحالة يكون الزواج قائمًا على شرط تبادل العروسين، بحيث لا يتم اتمام عقد النكاح إلا في حالة موافقة الطرف الآخر على إتمام زواج موليته في المقابل. 

وهذا يجعل كل زواج منهما معلّقًا بإتمام الزواج الآخر، وبالتالي يُبطل حرية الموافقة والرفض في الزواج، ويجعل الأولياء في هذا الزواج هم المتحكمين في مصائر النساء وذلك دون مراعاة لمصالحهن أو لرغباتهن، والأمر هنا يشمل مخالفة واضحة لمقاصد الشريعة الإسلامية.

حكم نكاح الشغار في الإسلام

يعد زواج الشغار غير جائز شرعًا لما فيه من الإضرار التي تقع بحقوق المرأة، وكذلك تجعلها جزءًا من صفقة تبادلية بين الأولياء وكأنها سلعة يجوز تبادلها.

متى يكون نكاح الشغار باطلاً؟

يكون نكاح الشغار باطلاً في الحالات التالية:

  1. إذا تم الزواج بدون دفع مهر: لأن الزواج بهذه الطريقة يخالف شرطًا أساسيًا في حدوث الزواج، وهو شرط دفع المهر للمرأة أو لوليها.
  2. إذا كان يشترط فيه التبادل: أي أن يكون هذا الزواج تم شريطة أن يتزوج الولي من وليّة الآخر وهو شرط إقامة الزواج، مما يؤدي إلى الإضرار بالمرأة التي تم تزويجها في الغالب دون موافقتها، حيث يصبح الزواج أشبه بالمقايضة للسلع.
  3. إذا لم تتوفر شروط الزواج الصحيحة: تلك التي تشمل الإيجاب والقبول، وكذلك رضا العروس وموافقتها، وعدم وجود ولي شرعي عند الحاجة.

أقوال الفقهاء في بطلان نكاح الشغار

اختلف الفقهاء حول حكم نكاح الشغار، ولكن الغالبية يرون بطلانه أو كراهته الشديدة:

  1. الحنفية: يرى الإمام أبي حنيفة وأتباعه أن نكاح الشغار أمر مكروه ولكنه صحيح وليس باطل، ولكن بشرط أن يتم تحديد المهر لاحقًا.
  2. المالكية والشافعية والحنابلة: وهؤلاء يجدون أنه حرام شرعا بلا شك وبلا شروط لما يتضمنه من ظلم في حق المرأة.

دليل التحريم من السنة

جاء في الحديث الصحيح عن رسول الله ﷺ: “أن النبي ﷺ نهى عن الشغار” (رواه مسلم والبخاري).

صحة الطلاق في نكاح الشغار

الآن وبعد أن تأكدنا من حكم بطلان زواج الشغار أو حتى كراهته إن لم يكن بطلانه، فماذا إن حدث، ماذا نفعل وكيف يتم الطلاق؟ هو ما نتحدث عنه في السطور التالية فتابع القراءة.

هل يقع الطلاق في نكاح الشغار الباطل؟

إذا كان زواج الشغار أصلا باطلًا وذلك بحسب حكم الفقهاء، فإنه يعتبر اعتمادا على كل ما سبق زواجًا غير صحيح شرعًا ويجب فسخه، وبالتالي فإن الطلاق فيه مختلف عن الطلاق في الحالات العادية ويخضع لحكم النكاح الباطل.

  • زواج الشغار عند المالكية والشافعية والحنابلة: أنه لا يقع الطلاق في زواج الشغار الذي تأكدنا من بطلانه، لأن العقد أصلاً يعد غير صحيح، وبالتالي لا حاجة للطلاق لإنهائه.
  • رأي الحنفية: أنه في حالة تم الدخول على العروس، فإن العقد هنا يتم معاملته معاملة الفاسد، ويجب أن يقع الطلاق لفسخ العلاقة. أما في حالة لم يحصل الدخول، فلا حاجة من الأساس للطلاق، ويُفسخ العقد تلقائيًا.

ما يلزم من طلق في نكاح الشغار؟

إذا كان نكاح الشغار قد تأكدنا من عدم صحته وصلاحه وأنه لابد من أن يتم الطلاق، فالأحكام هنا تختلف حسب إن كان تم الدخول بالزوجة أم لا:

  1. إذا لم يدخل الزوج بالزوجة:
    • لا يلزم أي شيء، وذلك لأن الزواج باطل من أساسه، وبناءا عليه لا يرتب أي حقوق مطلقا.
  2. إذا حصل الدخول:
    • وجوب المهر المُسمّى أو مهر المثل: في حالة تم الدخول بالعروس، يحق للمرأة أن تحصل على مهر يُحدد بناءً على مهر مثيلاتها من النساء، حتى لو يتم الاتفاق على المهر في العقد.
    • العدة: المرأة هنا لابد من أن تعتد كحال أي مطلقة، حتى لو ثبت فساد العقد، وذلك لحفظ الأنساب.
    • نفي الميراث: في حالة توفى أحد الزوجان قبل فسخ العقد فلا يرث الزوجان بعضهما البعض، لأن العقد كان باطلًا من أساسه.

تصحيح عقد الشغار

الآن وقد تحدثنا عن بطلان عقد زواج الشغار وضرورة فسخه، ماذا إن أرادا الزوجين الاستماراية في هذا الزواج، هل يمكنهم ذلك، إن كنت قد وقعت في هذا الخطأ وترغب في الإصلاح وتصحيح العقد فعليك بفهم ما يلي:

تصحيح عقد الشغار بدفع شيء من المال للزوجة كمهر

إذا كان نكاح الشغار قد ثبت أنه غير صحيح وذلك بسبب عدم تحديد مهر للعروس، فهناك رأي فقهي معروف يرى أنه في هذه الحالة يمكن تصحيحه، ويتم ذلك بدفع مهر مستقل يقدم لكل زوجة على حدة، بحيث لا يكون هذا الزواج يعتمد على تبادل الزوجات بين الأولياء بشكل شرطي.

  • الحنفية: يرون أن نكاح الشغار مكروه وليس باطلا، أي أنه زواج صحيح في حالة تم دفع المهر لاحقًا.
  • الشافعية والحنابلة والمالكية: وهذه المذاهب ترى أن مجرد دفع المهر للعروس أمر لا يكفي لتصحيح العقد الفاسد، بل يجب أن يتم إعادة العقد بالاعتماد على الصيغة الصحيحة للزواج دون اشتراط التبادل.

كيفية التصحيح:

  1. إذا كان عقد الزواج قد تم شريطة تبادل الزوجتين بدون مهر فهو زواج شغار محرم، ويجب في هذه الحالة إعادة العقد من جديد، ويتم تجديد العقد مع دفع مهر لكل زوجة، بحيث يكون الزواج هنا عقدًا مستقلاً لكل منهما.
  2. ولكن في حالة تم العقد مع دفع المهر للعروس لاحقًا ولكن بقي شرط التبادل، فالعقد هنا يكون غير صحيح عند جمهور الفقهاء، ويجب عليهم فسخه فورا ويمكن إعادة إبرامه من جديد بشكل صحيح.

الشروط اللازمة لصحة عقد الزواج في الإسلام

لكي يكون عقد الزواج صحيحًا في الإسلام، يجب أن يتوافر فيه شروط الزواج الشرعي في الاسلام التالية:

  1. الرضا بين الزوجين: لا يصح عقد الزواج مطلقا بالإكراه، ويجب أن يعتمد الزواج على موافقة واضحة من الطرفين.
  2. وجود ولي للمرأة (عند الحاجة):
    • الجمهور (المالكية، الشافعية، الحنابلة) يشترطون أن يتواجد وليّ شرعيّ للعروس لعقد الزواج.
    • الحنفية يجيزون للمرأة أن تزوج نفسها بنفسها ودون ولي، في حالة كانت بالغة عاقلة.
  3. الشهادة على العقد: لا يصح أبدا أن يتم الزواج سرًا، ويجب أن يكون هناك شاهدان عدلان يشهدان على العقد.
  4. المهر: يجب أن يكون للمرأة حق في المهر، سواء تم تحديده عند العقد أو تأخيره إلى ما بعد الزواج.
  5. عدم وجود موانع شرعية: مثل الزواج من المحارم، أو الجمع بين أختين، أو كون المرأة في عدة من زواج سابق.
  6. الصيغة (الإيجاب والقبول): يجب أن يكون هناك تصريح واضح من الطرفين أو من الولي يعبر عن الموافقة على الزواج.

الخلاصة

زواج الشغار هو زواج يشترط فيه تبادل الأولياء لموليّاتهم دون تحديد مهر، وهو زواج باطل شرعًا عند الجمهور، لأنه يخالف أركان الزواج الصحيح، خاصة في اشتراط المهر واستقلال كل عقد عن الآخر. 

الطلاق في هذا النكاح لا يقع عند من يراه باطلًا، لكنه قد يلزم عند الحنفية إن وقع الدخول، مع وجوب العدة والمهر. تصحيح العقد يتم بإعادة الزواج بصيغة صحيحة مع دفع مهر مستقل لكل زوجة. ولصحة أي عقد زواج، يجب توفر الرضا، الولي، الشهود، المهر، والصيغة الشرعية.

وإن كنت تعاني من اعراض تأخر الزواج، وتتسأل كيف اتزوج بسرعة فابحث عن الشريك المناسب وفق الضوابط الشرعية والأسس السليمة لضمان حياة زوجية مستقرة وسعيدة.، ويمكنك الحصول على الزواج الذي تحلم به والاستفادة من نصائح للمقبلين علي الزواج من خلال موقع ألفة ، أفضل موقع زواج عربي

الأسئلة الشائعة

ما هو زواج الغرة؟

 زواج الغرة هو أن يزوّج الولي موليته مقابل مهر زهيد جدًا لا يناسبها، أو بدون مهر حقيقي، وهو غير جائز لأنه إضرار بحق المرأة.

لماذا سمي زواج الشغار بهذا الاسم؟

 سمي “الشغار” لأن العرب كانوا يقولون “شغر المكان” إذا خلا من الناس، وهذا الزواج يُعتبر “إفراغًا” لحقوق المرأة، حيث لا يكون لها مهر ولا اختيار.